فيليب كرانمر شاب إنجليزي في مقتبل العمر خلوق مقبل على الحياة
طموح إلى ابعد حدود ولكن خلف هذه الصورة الجميلة التي رسمها لنفسه تقبع شخصية شاب محبط يائس ظل شهور طويلة يخطط كيف يضع حدا لحياته دون أن يثير شكوك أهله ولولا تحريات رجال الأمن التي وصلت إلى هذه الحقيقة المؤلمة لظل لغزه محيرا إلى يومنا هذا
فما تفاصيل هذه القصة وما الذي دفع فيليب إلى الانتحار؟
في احد أيام الصيف الماضي المشمسة استيقظ فيليب كعادته باكرا وتناول وجبة الفطور مع أمه وأبيه ثم توجه إلى المطبخ ليحضر لنفسه شاي الصباح
وألقى على والديه التحية وهما يغادران إلى مقر عملهما
وقد كان كل شئ يبدو عاديا في تصرفاته ذلك اليوم لكن عندما عاد والده روي في المساء لاحظ شيئا غريبا في حديقة البيت وعندما دخل إليها لمعرفة ما جرى هناك عثر على ابنه جثة هامدة لكن اكتشاف الجثة لم يكن سوى بداية المسلسل من الاكتشافات التي زعزعت حياة أسرته الصغيرة
تقول والدته فيونا لا أستطيع أن اصدق ما حدث رغم مرور عدة شهور على ذلك فقد كان في حياته يؤكد انه مقبل على الحياة
ويخطط لمستقبله بشكل مدروس فقد أنهى دراسته ثم درس الفنون بعد ذلك
وبدا يتعلم القيادة ليشتري سيارته وبعد ذلك قرر أن يعمل لمدة سنة واحدة في إحدى المؤسسات الخيرية لأنه كان منذ صغره يحب مساعدة الغير
وقبل موته بعدة أيام ذهبنا إلى المطعم وكان طوال الوقت يضحك ويروي النكات والفقشات لكن بعد ذلك اكتشفنا أن ذلك لم يكن إلا قناعا مصطنعا لكي يترك لنا الذكريات الجميلة
وان خلف هذه الضحكات كان فيليب يخفي كما هائلا من مشاعر اليأس
والإحباط وهذا ما أكدته مذكراته التي تركها مفتوحة على السرير لقد كان فيليب يرى الحياة قاسية جدا في حقه وان هناك مئات الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها والتي لن يستطيع الوصول إليها
ولذلك فان الحل الوحيد الخروج من هذا الوضع المحبط هو وضع حد لحياته ولذلك كان يزور مواقع الدردشة في الانترنت ويتصل بأشخاص لهم نفس الأفكار وبموقع يشجع على ذلك
وتقدم له النصائح والخطوات التي تساعد المرء على الانتحار دون أن يثير الشكوك من حوله
وهذا أفظع شي يمكن أن تواجهه أي أم لأنها تظل طول حياتها تسال نفسها السؤال التالي لماذا لم يلجا ابنها إليها بصراحة عن مشاعره لقد رحل عنا فيليب لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي ونستسلم إلى الأمر الواقع
فقد طالبنا الحكومة بإجراء تحقيق سريع حول هذه المواقع حتى لا تتكرر المأساة داخل عائلة أخرى.
الأربعاء يونيو 23, 2010 9:39 pm
